مع شام إف إم - الحلقة الثانية


Sham FM

قصي عمامة: لعائلة فقيرة ولد سبهان آدم في الحسكة عام اثنين و سبعين و قرر في عمر مبكر أن يكون شخصاً مختلفاً رغم أنه لم يتلق تعليماً يتجاوز المرحلة الابتدائية إلا أن ما حققه كفنان تشكيلي عجز عنه الكثير من الأكاديميين و حاملي الشهادات العليا في الفن.

سبهان آدم: بتصور إني كنت متل أي طفل بحب أني تابع الأشياء بس كان عندي مزاج خاص إني بحل الأشياء التي تخالف الواقع، حبيت الشعر و كتبت الشعر بس ما كتبت بالطريقة الكلاسيكية ما حبيت الشعر الكلاسيكي مثلاً اشتغلت عالنمط السريالي أو الجذعي مثلاً بحب الأشخاص المغامرين أو اللي بيخلقوا الأشياء من لا شيء أو بيمشوا عكس ما يتطلبه الواقع من معاملة. فكرت أنه الرسم بيغطي هي الحاجة طبعاً في مسرح بيغطي هي الحاجة أو أي مهنة أخرى أنا بتوقع أنه مطلوب من العمل أنه الانسان يعيش بفكاهة أو المتعة في الحياة، كيف يقدم الفكاهة أو المتعة اللي هي طبعاً مع ذاته أولاً و بعمله مع الآخر كيف بيقدم ، أنا بكره العمل الروتيني أو العمل اللي فيه كلاسيك فيه منطقية يعني أنا أكره هذا. يجب أنه الواحد يخلق لحياته مفاهيم خاصة مفاهيم تعاكس الواقع. يعني هو لما انتقلت من أول فترة سفر خارجية لفرنسا أو لمعارض أو تظاهرات فنية كان أمر يبعث الدهشة أمر صعب وصفه انتقلت لبيئة مختلفة أشخاص آخرين أمكنة مختلفة ثقافة مختلفة و بصراحة بعمر باكر جداً ما بيتجاوز عمري كان 22 عام و كان هاد إنجاز أنا بعتبره فخر كبير و كان عندي نظرة بريئة تجاه الأشياء جداً يعني مبسطة بس طبعاً اللي بفكر فيه الآن ما بين الآن و ذاك الوقت في فوارق كبيرة الآن. أتووقع أنه العالم يحتمل صيغة من الهوية الواحدة يحتمل الخدعة يحتمل عالم الميديا الشرس اللي عم ينشر طغيانه بمعنى الرديء و السلبي الطاقات الخلاقة اللي ممكن نسميها موجودة بإفريقيا، بآسيا بمناطق أهل الجنوب صعب إيجادن أو إخراجن أو حمايتن في أمكنة قاسية متل باريس أو نيويورك أو طوكيو مثلاً هي فيها شرعيات دولية لتعطي حكم نهائي للمنتوج الثقافي دايماً بتعطيه صيغة دولية.

{موسيقا}

سبهان آدم: انا اتوقع مجدداً أنه العمل الثقافي يبنبني مجدداً في بلده فيما بعد يجب أن يتحقق على مستوى آخر، الآن نظرتي تجاه هاد الشي هو هيك.

قصي عمامة: كانت قاسية باريس على سبهان آدم أم كانت دمشق أقسى؟

سبهان آدم: بالمحصلة الاتنين قاسيين و لكن أنا لا أستطيع أن أطالب باريس بأن تخلق من الآخرين فنانين يجب انه هدول ينخلقوا في بلدن تتم الرعاية في بلدن أولاً و أخيراً، لا يعني أنه ما في... حقيقة أنا الفرص التي أعطيت لي من الخارج هي أكثر من الداخل الاعتراف تبعي تم خارجي و فيما بعد تحول إلى داخلي.

{موسيقا}

العزلة

قصي عمامة: العزلة هكذا يعرف سبهان آدم سنوات طويلة قضاها في مرسمه، عزلة انتقلت من سبهان إلى شخوصه و كائناته المصورة بالزيت و التي اخترقت لاحقاً كبرى مزادات الفن في لندن و دبي محققة شهرة دولية غير مسبوقة لفنان سوري.

{موسيقا}

سبهان آدم: العزلة أولاً أنا بدأت مشروعي كطفل من عمري 17 ما كان عندي خبرات أو معرفة لا بالتكنيك و لا بأي شي آخر حتى ثقافة تشكيلية ما كان عندي فكرة ن أنا أعتبر إني بدأت بشكل عصامي و متوحد من الصفر يعني كنت بحاول أكتشف الأشياء من بدايتها و ما أخدت معلومات جاهزة من الآخرين و كنت برفض إني أخد معلومات جاهزة بادرت العمل على تقنيا خاصة بأعمالي ممكن أنا سميها هي مخترعة سواء بالأقمشة بالتكنيك المستخدم وما كانت تظهر الأمور ببساطة بصراحة أخدت تراكم فترة طويلة المختبر إن صحت التسمية أخد وقت حتى أنتج اللوحات تبعي حتى ظهرت كما هي الآن.

{موسيقا}

قصي عمامة: بتحكي كتير سبهان آدم خلال حياتك عن تضحية قدمتها لمشروعك الفني اللي تبلور اليوم و أثمر كمان اليوم كيف بتشوف حالك ضحيت و بشو ضحيت؟

سبهان آدم: أولاً ضحيت بزمن ضحيت بمهنة ما بتعرف كيف بدك تعيش منها كيف توصل آراءك أو أفكارك ضمن هادا المجتمع الضخم يعني كيف الناس بدن يتقبلوا المشروع تبعك؟ لأي مدى ممكن يتقبلوه؟ لأي مدى بيرفضوه مثلاً الأمر كان مشوش و غامض كتير. المهنة تبعنا بصراحة تاريخها من الفنانين سواء محليين او عرب أو حتى عالميين كتير راحوا ضحايا في ناس اختفوا من الفن ضحوا أعمار طويلة بدون ما يصلوا لشي، كان عندي خوف من الدخول بهي الدوامة بدخول ممكن نسميه هاد الثقب الأسود نضحي بزمن بوقت بتكاليف بأحلام ممكن ما تصل هاد كان عندي شي مرعب.

{موسيقا}

لم يختر آدم أن يكون فناناً هكذا يعتقد بل كان طريقاً اجبارياً باتجاهٍ واحد أوصله اليوم ليكون اول الأسماء في عالم الفن التشكيلي السوري على الأقل من حيث الطلب العربي و العالمي على اسمه.

{موسيقا}

سبهان آدم: لا صح أنه كان طريق لابد منه ما كان عندي خيارات اتنين، تلاتة الخيار الوحيد هو أنه يجب أن أكون رسام من عمري 17 غيرت اسمي كان اسمي سبهان حسين محمد غيرته إلى سبهان آدم قررت أنه بختط لنفسي خط خاص بعيد عن ارتباطه بالموروث المحلي أو العربي، اشتغلت على موضوع الانسان بغض النظر عن وضعه ضمن معلب إثني أو قومي أو إيديولوجي معين اشتغلت على الانسان فكرت أنه عملي لا يجب ان يحمل هوية ايديولوجية أو إنثروبولوجية لازم يحمل هوية الإنسان يعني برازيلي، افريقي، عربي بيشوفه بيأكد أنه بيشوفه ما بيعرف مين اشتغله مين عمله شو جنسيته اعتقد أنه بأعمالي وصلت لهادا الهدف الأخير.

{موسيقا}

يفرد أكايميو كليات الفنون الجميلة في سوريا الكثير من وقتهم أمام طلابهم للحديث عن أهمية أن يحمل عملهم الفني بصمة هذه الأرض. سبهان آدم يغرد منتشياً خارج كل هذا و ضارباً بعرض الحائط كل ما قاله النقاد طوال سنوات خلت.

سبهان آدم: العمل تبعي يحمل صيغة الذات تبعي يعني هو يحمل صيغة سبهان آدم اللي ولد طبعاً في سوريا في الحسكة حمل الطاقة حمل الحلم الموجود معه بأسرته بالبيئة تبعه ، هو لا ينفي الهوية لكن بنفس الوقت هو قادر على التواصل مع الكل. أصبح الآن هو ادعاء أنا عندي هوية عندي عمل كمان يلزم تعريف جديد للأمر أنا أتوقع أنه ذاتي هي اللي ممكن تعرفني لأنه أنا لما امتلك حلمي و دافع عنه هو بيحمل طاقة المجتمع اللي بيعيش فيه بالنتيجة أو بالأحرى إذا أنا عشت بهذا المجتمع و مثلته بطريقة صح أنا مثلت الألم الانساني بكل مناحيه الجغرافية و بكل أزمانه و أمكنته هاد مهم أنه العمل يتواصل مع الآخر الأطراف البعيدة عن الكرة الأرضية ما بيحمل صيغة الثقافة المقننة لبلده أو هويته لازم يحمل ثقافة الأزمة الألم الإنساني لا يعرف هوية المصيبة و الكائنات الإنسانية لا تعرف هوية. أنا أتوقع اللي رسموا منيح ما اختصوا بقوميات أو أفكار رسالتن هي إنسانية. الفن يجب أن يحمل طاقة لاهوتية متوسعة ما بتخضع لعيارات أو معايير مقننة أو مصغرة من كلمات الهوية و الوطنية أو لباس وسط الأمر هو أكبر و أوسع من أنه نشرحه ببساطة.

{موسيقا}

سبهان آدم: مرت أيام قاسية، سنوات قاسية أيام صعبة جداً و الآن الأعمال عم تظهر بشكلها الطبيعي أو اللي ممكن نسميه السهل الممتنع أو أصبح في مرونة في سهولة بالإنتاج في زخ لا ينتهي بالأفكار اللي بس بحاجة لأقمشة . ما في أقمشة بالعالم أنا غير قادر اني صنفها أو عبئها بتصوراتي أو لوحاتي، اصبح لا يوجد عندي مانع الآن بين ما أتصوره في دماغي و بين ما يظهر على القماش.

سيعود آدم ليتحدث غداً في نفس الموعد لكم مني في الإعداد و التقديم قصي عمامة و في الإخراج سعد سواس كل التحية.

إلى اللقاء.